8 نقاط لا بد من تذكرها حول تطور الطفل
مركز تطور الطفل جامعة هارفارد

بنيت هذه المقالة على معرفة وبحوث بمجال تطور الطفل لاكثر من نصف قرن، هذه المعرفة زودتنا بفهم تطور الطفل على المستوى الوراثي الجيني، وتعمل على تحسين السياسات القائمة وطرق العمل الانية.
-
حتى الاطفال الرضع والدارجين يتأثرون عند تواجدهم في بيئة ضاعطة سواء البيئة الاسرية او مراكز الرعاية والحضانات.
تجارب ما بعد الولادة وفترة الرضاعة ممكن ان تؤدي الى اضطرابات جسدية وذهنية التي بدورها تؤثر على الطفل لمدى الحياة، حيث يرتفع مستوى خطر الاضطرابات في التعليم والسلوك وحتى المشاكل الصحية والجسدية والنفسية.
-
التطور عبارة عن سيرورة تفاعلية ولهذا فان تطور ونمو حياة الطفل غير مبنية فقط على الجوانب الوراثية البيولوجية.
البيئة التي يتطور وينشأ بها الطفل بعد ولادته كفيلة بتزويده بتجارب قوية التي بدورها تؤثر كيميائيا على عمل الدماغ، فبينما العوامل الوراثية لها تأثير كبير على تطور الطفل، ايضا للعوامل البيئية هناك امكانية للتأثير على الجوانب الموروثة والجينية.
مثال على ذلك: الاطفال يولدون مع قدرة على كبح غرائزهم ودوافعهم، التركيز وتخزين المعلومات، ولكن تجاربهم خلال السنة الاولى من حياتهم ستحدد كيف سيتم التأثير والتغيير على هذه المهارات.
-
في حين ان الرابطة التي يشكلها الاطفال مع والديهم هي الاولى، الا ان الرضع والدارجين بامكانهم الاستفادة بشكل كبير من شبكة العلاقات وتطويرها سواء داخل العائلة الاكبر او مع الحاضنات والبالغين غير الوالدين، اي انه يطور شبكة علاقات مع العالم الداخلي والخارجي.
هكذا فان بامكان الحاضنات ان يعملن على تطوير الجوانب الشعورية والاجتماعية لدى الاطفال الرضع والدارجين.
لكن لا بد من ان نتذكر ان كثرة تبدل الشخصيات في حياة الاطفال المسؤولين عن حضاننة ورعايته وخاصة اذا كانت الشخصيات من نوعيات ذات جودة تربوية غير نوعية وغير جيدة ( رديئة) هذا ستوثر على الاتصال والتواصل والتفاعل لدى الاطفال، وكذلك في حال تقديم برنامج ردىء للاطفال فان ذلك سيؤثر على قدرته التعليمية والادراكية، وبالتالي تدني جودة التربية والرعاية في الطفولة المبكرة تضعف من قدرة الاطفال على انشاء توقعات آمنة وموثوقة لكيفية تلبية احتياجاتهم من البالغين.
-
قسم كبير من تطور الدماغ يحدث خلال السنوات الثلاث الاولى من حياة الاطفال، وهكذا فان شباك الفرص لا يغلق عند بلوغه الثالثة.
واكثر من ذلك! جوانب اساسية بوظيفة المخ مثل القدرة على السمع والرؤية تعتمد على نحو فعال وبشكل كبير على التجارب المبكرة جدا، بالاضافة الى نواحي معينة بالتطور الشعوري العاطفي حيث تقوم مناطق الدماغ الاخرى بوظائف اعلى وادق، مثل: المهارات الاجتماعية، الشعورية العاطفية والذهنية، وجوانب متعددة الاداء واكثرا تركيبا.
التجارب السابقة ذات تأثير بالغ على حياتنا ومع استمرارية التجارب نرى التطور في جيل المراهقة وخلال فترة النضوج.
-
-
الاهمال الشديد في الطفولة يتحول الى تهديد جدي على تطور وصحة الطفل ويصل لدرجة مشابهة للاساءة الجسدية وربما اكثر.
عند المقارنة ما بين الاطفال الذين مروا بتجارب اساءة جسدية بطفولتهم والاطفال الصغار الذين عانوا من الاهمال الشديد لفترة طويلة، تظهر لديهم مشاكل واضطرابات ذهنية حادة، مشاكل اصغاء وتركيز، مشاكل لغوية وتعبير، صعوبات اكاديمية، سلوك انسحابي، صعوبات بالتواصل الاجتماعي.
هذه الظاهر تشتد كلما اصحبوا اكبر سنا، هذا الامر يشير الى اضطرابات وقصور وتشويش بالقدرة على التفاعل مع الاقران في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب بضرر اكثر على تطور الدماغ حتى يبلغ تأثيره اكثر شدة من الاساءة والترواما الجسدية، ومع ذلك وللاسف فاننا نتعامل معه باهتمام اقل.
-
ليس بالضرورة بان الاطفال الذين تعرضوا للاهمال الشديد او العنف بان يصابوا باضطرابات مرتبطة بالقلق والتوتر وليس بالضرورة ان يصبحوا كبارا وبالغين عنيفين.
من الواضح ان الاطفال الذين مروا بهذه التجارب هم اكثر عرضة للاصابة باضطرابات ومشاكل نمو الدماغ، سلوكيات عدوانية في المستقبل، ولكن ليس مقدرا لهم مسبقا ان يرافقهم السلوك السيء.
بالامكان مساعدتهم وبشكل كبير من خلال معالجين موثوقين وداعمين، اتصال وتواصل جيد مع شخصية المعالجين، علاج ملائم ومناسب وقت الحاجة.
-
اخراج الطفل من البيئة الخطرة لا تنهي بشكل اوتوماتيكي التأثير السلبي للتجربة.
لا شك بان بالامكان ابعاد الاطفال وفي الحال من مكان الخطر الموجودين به، وينطبق هذا على الاطفال الذين يعانون من تجربة الاهمال الشديد، فلا بد من حصولهم على علاج منفصل، حساس ودقيق، واحتواء الطفل في اسرع وقت ممكن، الاطفال الذين مروا بتجربة تراوما لا بد ان يتواجدوا في محيط وبيئة تعمل على استعادة شعورهم بالامان، السيطرة والقدرة على التعايش والتأقلم، بشكل عام هم بحاجة لعلاج مساند وداعم من اجل تسهيل عملية الاستشفاء.
-
المقاومة بحاجة لشبكة علاقات اجتماعية وليس لحالة من الفردانية المتوحشة.
القدرة على التكيف والاستكشاف بالرغم من الضائقة تتطور من خلال تفاعلات بين العلاقات الداعمة، النظام البيولوجي والجيني الموروث ايضا.
بالرغم من ان الاعتقاد الشائع ولكن الخاطىء بان الناس يحتاجون فقط الى قوة الارادة، الابحاث تشير وتثبت اننا بحاجة الى شبكة علاقات ونظام داعم واحد على الاقل، والكثير من الفرص من اجل تطوير مهارات التعامل والتأقلم الناجح. حتى يشكلوا احجار اساس لتقوية وتدعمي التأقلم مع انواع مختلفة من الضائقة.
مركز تطور الطفل جامعة هارفارد
نشرت المقالة في صفحة الطفولة المبكرة/ الجامعة العبرية
المقالة الكاملة كتبت بالانجليزية
ترجمة مي عمري