استخدام اللغة في التعبير
عن المشاعر وحل النزاعات بعالم الطفولة

استخدام اللغة في التعبير عن المشاعر وحل النزاعات بعالم الطفولة
في عام 2008, اجري بحث حول برنامج " نحيا ونتعلم سويا" ضمن فعاليات الجامعة العبرية في القدس, بهدف تعديل البرنامج وملاءمته للمجتمع العربي. مجموعة البحث تضمنت المربيات والمربين والاخصائين النفسين والعاملين والعاملات مع الاطفال من مجتمعنا في شمال البلاد والنقب، بعد ان حصلوا على تدريب وتأهيل ببرنامج نحيا ونتعلم سويا. سؤال البحث الاساسي يهدف الى فحص كيفية التعامل مع المشاعر، وقد قام بالبحث كل من د. ليهي جات ود. ياعيل ديان تحت اشراف وتقييم بروفسير شوشانا افيهوز.
برنامج " نحيا ونتعلم سويا" هو برنامج يهتم بكل ما يتعلق بالتعبير عن المشاعر وتطوير لغة لدى الاطفال للتعبير عن انفسهم بلغة شعورية وكذلك يعنى البرنامج بالاتصال والتواصل بين الاطفال والتعاطف وحل النزاعات والمشاجرات عن طريق اللغة والتعاطف والفعل الايجابي بين المربية والاطفال, والاطفال فيما بينهم.
اصدرت نتائح هذا البحث,عام 2018 بعد مرور اكثر من عشر سنوات على تجريب البرنامج " نحيا ونتعلم سويا" . تميزت هذه النائج بالمقولات التالية حيث تقول المربيات " ان الحوار حول المشاعر هو الاصعب في مجتمعنا، رغم اننا شعب ممتلىء بالمشاعر" ويقول ايضاً احد المستشارين النفسين " التعبير عن المشاعر يساعدني كثيرا للعيش بصورة افضل".
يوجد وزن كبير للمشاعر في مجتمعنا ويتضمن اتخاذ قرارات. المشكلة تكمن في ثقافتنا بالتعبير عن مشاعرنا بالكلمات رغم ان اللغة العربية تضم اكثر من الف مصلح وكلمة تتضمن الحالة الشعورية. وبالرغم من ذلك ما زالت اللغة المستخدمة بالتعبير عن مشاعرنا ضعيفة جدا.
من بالغ الاهمية ان نتعلم التعبير اللغوي عن مشاعرنا، ونعلم الاطفال طرقا بديلة للتعبير عن مشاعرهم.
مثال على ذلك: " انا غضبانة"
تقول المربية " معلش" تكوني غضبانة
ولكن كلمة غضبانه غير كافية للتعبير حيث تحمل الكثير من المشاعر المتداخلة، هنا لا بد للمربية ان تتداخل مع الحالة الشعورية للطفل وتحاول العمل على تطوير كلمات ولغة مشاعر متنوعة لدى الاطفال بالتعبير عن انفسهم.
هناك الكثير من المصطلحات التي يمكن استخدامها في حالة الغضب, كأن نقول:
-
شاعر نفسي غضبان
-
شاعر جسمي بدو يركض بعيد بالساحة
-
شاعر ايدي بدها تطلع لفوق وتنزل لتحت بكل قوة
-
شاعر نفسي مثل طنجرة عم تغلي
-
شاعر رأسي ثقيل مش قادر احمله
-
شاعر اني بدي اقفز وانط من الغضب
هناك الكثير الكثير من العبارات التي تصب في كلمة " غضب" وكل انسان لديه كلماته ولغة جسده للتعبير عن الحالة. لا بد من تشجيع اطفالنا لشرح حالتهم النفسية بلغة وبتعبيرات متنوعة، لاثراء القاموس اللغوي للمشاعر لديهم.
الحوار: الحوار وقت الازمات ووقت المشاجرات!!
الحوار هو الطريق االمثلى لفهم الحدث....... اللغة تعمل على انقاذنا من استخدام المسلكيات العنيفة!! هل باعتقادكن ان ادخال الحور وقت الخلافات امر صعب بين الاطفال؟ لماذا يعتبر ادخال الحوار صعب بنظركن خلال الخلافات؟؟
غالبا في حال حدوث مشاجرات بين الاطفال تتوجه المربية للحديث مع الطفل الذي يبكي وغالبا لا تعير المربية اهتماما بالطفل الذي ضرب او سبب الاذية!! غالبا ما توبخ الطفل " لماذا قمت بكذا وكذا"؟؟
شرعي ومقبول ان تستخدم المربية سلطتها التربوية........ وهذا امر سهل ايضا.... لا يحتاج للكثير من العناء..... ولكنها تجد صعوبة بالتكلم بلغة شعورية مع الطفل الذي تسبب بالايذاء. هنا نتوقف ونسأل: هل الطفل الذي تسبب بالايذاء هو ايضا غاضب؟؟
الاجابة ببساطة نعم، كما ان الطفل الذي تلقى الضربة او الايذاء هو طفل غاضب وربما حزين ومتألم.
كيف بامكان المربية ان تفصل شعورها الخاص بالغضب وتتوجه للتحدث مع الطفل الذي قام بالايذاء حول مشاعره في هذه اللحظة الحرجة؟؟
التعاطف كأداة تساعد الحوار
احيانا كبالغين وكمربين ومربيات نستخدم عبارات مثل: " انت اردت ذلك وانت اصريت على ذلك لكني غير موافق/ موافقة"
من الاهمية ان نستخدم عبارات الحدود في التربية وكذلك عبارات التعاطف ولكن لا يجوز استخدامهم بنفس الجملة، حتى يستطيع الطفل فهم السلوك الذي قام به هناك حاجة للحوار والحديث وفهم الشعور الحقيقي ليتمكن الطفل ان يتراجع عن خطئه او ان يعتذر عن سلوكه مع وعي واداراك لما سببه من اذية.
مهم جدا ان يعتذر الطفل عن مسلك خاطىء ولكن قبل الاعتذار لا بد ان يفهم لماذا يعتذر، حتى يمتلك وعيا وادراكا مع الوقت ومسؤولية عن افعاله تجاه الاخرين وبذلك نشجع لديه فهم الاخر والتعاطف معه في حال حدث ارتكب طفل اخر بحقه خطا ما.
بعض المربيات يرددن ان "لا وقت لدينا ان نتحدث حول المشاعر، وليس لدي الوقت الكافي للحديث عن الاخطاء"، بل نكتفي بالاعتذار خاصة ان ليس لدينا وقت خلال النهار ولا بد لنا من العمل على تمرير المواد الاكاديمية والعلمية ذات الاهمية للاطفال، كما ان الاهل ينتظرون منا ان نلتزم بذلك. وايضا بامكاننا قياس وفحص وتقييم الجانب التعليمي الاكاديمي ومن الصعوبة فحص وتقييم الجانب الشعور العاطفي بدقة.
كلما ارتفع مستوى العلم والمعرفة بمجال الطفولة المبكرة لدى الحاضة او المربية بامكانها ان تتعامل مع المشاعر المختلفة واشراك الاطفال بايجاد الحلول والمساعدة والدعم للاخر وكذلك لها كمربية، كما انها تصبح اقوى وحاضرة للاجابة على تساؤلات الاهل بهذا الخصوص، وهناك العديد من التدريبات في هذا البرنامج تعمل على تمكينها وتطوير قدراتها للتعامل مع حالات المشاعر المختلفة.
السؤال الجوهري:
اي نوع من الاطفال الذين نطمح لهم لبناء وتشكيل مجتمعنا؟
طفل يقدم ويدعم ويأزر طفل اخر مثلا: " عندما يرى طفل اخر وهو يبكي يركض باتجاهه ويعطيه المصاصه حتى يهدأ" وفي نفس اللحظة تقدم له المربية اطراء ولغة شعورية تدعم فعله المساند والداعم والتعاطفي وتعطيه ربما هدية بسيطه على تعامله الدمث والمساند. ام نعطي جائزة لطفل نسميه ملك الصف، الذي تمير اكاديميا.
ربما الاثنين سيصبحان في يوم ما اطباء كبار ومنقذي ارواح ولكن يبقى السؤال هل نريد بمجمتعنا طبيب متعاطف مصغي ومساند ام طبيب قادر على اعطاء الوصفة الطبية فقط.
احدى اهم وادق وظائق المربية:
ان تعمل على تطوير الجانب الاجتماعي الشعوري العاطفي لدى الاطفال.لا بد من النظر للاطفال بمستوى اعيننا وانهم مساوون لنا . الطفل " يفهم" تماما ويتعلم بالتجربة الايجابة ولا بد من الاصغاء له وفهم ادارته والتعامل معه كانسان متساو من حيث القيمة.
التقنيات ليست مستحيلة:
اجعلي من الجمهور – جمهور الاطفال مساندين وداعمين لك في عملك لايصال مبدأ المساواة واشراكهم ككل. هذا يسهل عملك ويعطيهم الشعور بالامن والامان وانهم مشاركون فعالون ذوي قيمة ويزودهم هذا التوجه والفعل بلغة تعاطف وتفاهم وتعبير اكبر عن انفسهم بجو من المساواة والعدالة عندها سيستخدمون الالف كلمة باللغة العربية للتعبير عن مشاعرهم.
استخلاصات من البحث
مي عمري