لماذا نغني التهاليل لمساعدة الأطفال على النوم؟
.webp)
لماذا نغني التهاليل لمساعدة الأطفال على النوم؟
تلعب التهاليل (أغاني المهد) دورًا مهمًا في تهدئة الأطفال ومساعدتهم على النوم، وهي ممارسة قديمة تعود إلى آلاف السنين. لكن ما هو التأثير الفعلي لهذه الأغاني على الأطفال؟ ولماذا تُعد أداة فعالة لتهدئتهم؟
التأثير البيولوجي والنفسي للتهاليل
عندما تغني الأم أو الحاضنة تهويدة لطفلها، فإن الصوت الهادئ والنغمات المتكررة تخلق بيئة مريحة تساعد على تقليل مستوى التوتر لدى الطفل. تشير الأبحاث إلى أن سماع الموسيقى الهادئة يساهم في خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يجعل الطفل يشعر بالراحة والأمان.
من الناحية العصبية، تساعد التهاليل في تحفيز إنتاج هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم "هرمون الحب"، الذي يعزز الارتباط العاطفي بين الطفل والام او الحاضنة. كما أن التكرار واللحن البسيط في التهاليل يسهمان في تهدئة الجهاز العصبي لدى الرضيع، مما يسهل عليه الانتقال إلى النوم.
دور التهاليل في التطور اللغوي والعاطفي
لا يقتصر تأثير التهاليل على التهدئة فحسب، بل إنها تلعب دورًا مهمًا في التطور اللغوي والعاطفي للطفل. حيث يتعرض الطفل من خلالها إلى أنماط صوتية ولغوية تعزز قدرته على التعرف على الأصوات والكلمات، مما يسهم في تنمية مهاراته اللغوية لاحقًا.
إضافةً إلى ذلك، تعمل التهاليل كوسيلة لخلق رابطة عاطفية بين الطفل والشخص الذي يغني له، مما يعزز شعوره بالأمان والانتماء. هذا الجانب العاطفي ضروري لنمو الطفل النفسي والاجتماعي، حيث يساعده على بناء الثقة في الأشخاص المحيطين به.
التهاليل كجزء من الثقافة والتقاليد
تختلف التهاليل من ثقافة إلى أخرى، لكنها تشترك جميعها في الهدف الأساسي وهو تهدئة الطفل وإشعاره بالأمان. في العديد من المجتمعات، تحمل هذه الأغاني معاني وقصصًا تربوية تعكس قيمًا اجتماعية، مما يجعلها جزءًا من التراث الثقافي المتوارث بين الأجيال.
لماذا تُعد التهاليل أكثر فعالية من التحدث العادي؟
تشير الدراسات إلى أن الأطفال يستجيبون للموسيقى والغناء بطريقة أكثر فعالية من الحديث العادي. فالإيقاع المنتظم والتناغم الصوتي في التهاليل يلفت انتباه الطفل أكثر من الكلام المجرّد، مما يساعده على الاسترخاء بسرعة أكبر.
التهاليل ليست مجرد وسيلة لجعل الأطفال ينامون، بل هي أداة قوية تعزز الراحة النفسية، وتساعد في التطور العاطفي واللغوي، وتقوي الروابط بين الطفل ومقدم الرعاية. لذا، في المرة القادمة التي تهدهدين فيها طفلك، تذكري أنك لا تساعدينه فقط على النوم، بل تساهمين أيضًا في نموه النفسي واللغوي بطريقة عميقة ومؤثرة.
📌 المصدر: Science ABC - Why Do We Sing Lullabies To Put Babies To Sleep?